noumourbanner.jpg

Home | Videos | Our Martyrs | TIGERS | Pr Dany Chamoun | Pr Camile Chamoun | Opinions








Antouan Hareb
نمور داني يرفضون «ركوب بوسطة» تجهيل قاتله 
عزام: جعجع اعترف للقاضي حنين أن الجريمة خطأ حياته
أنطون الخوري حرب
 -
تبدو مجموعة «نمور الأحرار»، أو «نمور داني» كما يسمونها، للوهلة الأولى، كأنها مجرد انشقاق عن الحزب الأم «الوطنيين الأحرار»، أسوة بما حصل في معظم الأحزاب اللبنانية بعد الحرب، أو مجرد نأي الجناح العسكري بنفسه عن القيادة السياسية.
إلا أنها بحسب «النمور»، «ولادة شبابية من رحم المأساة وطريقة التعاطي معها». فـ«الرئيس الشهيد» داني شمعون، في عيون شباب مجموعته العسكرية، «قُتِل مرتين. الأولى معنوياً باجتثاث خيرة مقاتليه في مجزرة الصفرا، والثانية جسدياً عبر تصفيته وزوجته الثانية وطفليه».

وإذا أضفنا إلى ذلك النظرة المحازِبة إلى القائد المتميّز بـ«الشجاعة الفائقة والمروءة والنظافة في الشخصية القيادية»، نفهم لماذا يحرص البعض على أن يحمل اسمه، وهو الذي كان «قائداً ورفيق قتال وصديقاً وشريك أخطار، فالتصقوا به في صعوده وسقوطه»، كما يقول أحد قدامى «النمور».

والتصاق هذه «النخبة الطاهرة»، كما يسمّيها أحدهم، بقائدها، ورفضها لنهج شقيقه دوري وقيادته منذ عام 2004، ليسا جديدين على «النمور»، ذلك أن أحد أسباب تأسيس داني لكتيبتهم هو الصراع مع سائر أمانات الحزب، حين كان دوري أميناً عاماً له سنة 1969، وكان عديد الحزب 50 ألف منتسب، وعدد مراكزه 350، تحول معظمها إلى «كتيبة النمور»، وكاد الأمر يتطور بين الشقيقين لولا تدخل الأب الرئيس كميل شمعون وضبطه للوضع.

بوب عزام، رئيس جهاز الأمن السابق في ميليشيا «نمور الأحرار»، وأحد «شهدائها الأحياء»، بعدما أقعدته إصابة على محور عين الرمانة، حين كان قائد ما عُرِف حينها بـ«مثلث الصمود» (الشياح ـــــ بعبدا ـــــ عين الرمانة)، وعضو المجلس السياسي الذي كان مسؤولاً عن ملف علاقة داني بالعماد ميشال عون، إبان فترة وجود الأخير في بعبدا، انشق عن دوري مع مجموعة من القادة السابقين، من بينهم جان عيد المقاتل والقائد الشبابي السابق في الحزب.

عزام وعيد يشيران إلى «أن الخطأ التاريخي الذي ارتكبناه بعد استشهاد داني، هو مبايعة شقيقه بصلاحيات استثنائية، فألغى القيادة الحزبية (الأمانات)، وأهمها أمانة الشباب التي كانت توالي شقيقه بالكامل». ويشير البعض إلى أن دوري «وبعدما أعاد تعيين من يريد في المراكز الشاغرة، عيّن شارل رستم أميناً للداخلية، ما أثار استياء سائر المسؤولين، بسبب التحالف السابق لرستم مع قوات سمير جعجع في حربه مع الجيش بإمرة العماد عون في ذلك الوقت. ولأن كل الحزب مقتنع بأن جعجع هو من أمر بقتل داني وعائلته، وأن دوري كان يردد هذا القول أينما حل».

وأدى تمسك دوري برستم إلى استقالة جماعية لأمناء الحزب من مناصبهم عام 1999، إضافة إلى مئتي رئيس مركز حزبي، وجرت محاولات عدة معه لإصلاح الأمر من جانب شارل غسطين ومارون حلو، لكن رئيس الحزب تمسك بموقفه، بل ردّ على القائمين بآخر محاولة، عام 2004، بأن «الحزب بوسطة وأنا سائقها، يمكن لمن يريد الصعود أن يصعد، شرط أن يوافق مسبقاً على كل شيء».
بدأ شارل رستم، منذ تعيينه، بمحاربة جان عيد الذي كان يحرك المجموعات الطالبية في الجامعات بالتحالف مع طلاب «التيار الوطني الحر». واستفحل الخلاف بين «النمور» والحزب حين أعلن «النمور» تأييدهم لمرشح «التيار» حكمت ديب في انتخابات بعبدا ـــــ عاليه الفرعية عام 2003.

وبعد عودة عون من فرنسا، أصبحت هذه المجموعة مرتبطة بـ«التيار» على كل المستويات، كما كانت خلال عامي 1989 و1990. والعام الماضي، أحيا «النمور» ذكرى مقتل رئيسهم بقداس موازٍ للقداس الذي أقامه الحزب، في حضور عون وأعضاء «تكتل التغيير والإصلاح»، فيما منعتهم مطرانية بيروت المارونية من إحياء قداس للمناسبة نفسها في كنيسة سيدة الحدث هذه السنة.

يقول عزام إن داني شمعون «كان صاحب فكر تغييري ورؤية سياسية، رفض الانزلاق إلى الصراعات الدموية المسيحية». وأضاف: «كل عمرنا نحنا والشيعة أحباب»، مستذكراً لقاء خطوط التماس الذي دعا إليه مع الشيخ محمد يعقوب رفيق الإمام موسى الصدر «حين اجتمع المواطنون من على ضفتي خط الشياح وعين الرمانة للسلام، فخطف الفلسطينيون داني وثلاثة من مرافقيه وقتلوا أحدهم، فتدخل أبو حسن سلامة لإنقاذ الباقين».

ويؤكد عزام أنه يرفض مسامحة أو نسيان قاتل داني وعائلته «كما فعل شقيقه»، مردفاً: «قد يكون التسامح مبرراً، لكن تبرئة القاتل أو تجهيله وتركه يعمل في الشأن العام، أمر غير مقبول»، مصرّاً على اتهام جعجع بالجريمة، مشيراً إلى أن «القاضي منير حنين أعلم الرئيس إلياس الهراوي أن جعجع انهار في إحدى جلسات التحقيق في قضية داني وعائلته، واعترف بأنه هو القاتل، وأن الجريمة خطأ حياته». وذكر أن «الخلاف بين داني وجعجع بدأ حين اغتال الأخير العقيد خليل كنعان، فتأكد الأول أن هذا هو المصير الذي سيلقاه كل من يعترض جعجع».

ولا يكتفي عزام بالقول: «سنبقى نردد الحقيقة على رؤوس الأشهاد»، بل يرى «أن ذكر اسم بشير الجميل إلى جانب اسم الرئيس كميل شمعون، خلال حرب المئة يوم عام 1978 لإخراج الجيش السوري من بيروت، هو تزوير للتاريخ، لأن من قاتل يومها هو داني والنمور، كما قاتلوا أيضاً في تل الزعتر، ولم يكن لا بشير ولا كتائبه موجودين، وجماعة أمين (الجميل) نصبوا لنا كميناً ونحن في طريقنا إلى الهجوم، وأردوا منا إيلي عون مع اثنين من رفاقه».

واليوم، «وقد أصبحت كل القيادات التاريخية للحزب خارجه، والعنصر الطالبي والشبابي مفقوداً فيه»، يرى عزام أن لا إمكان للتوافق مع دوري، ولا سيما بعد أن غضب من زيارة نجله كميل للعماد عون عقب الانتخابات النيابية عام 2005، وحاول إحالته إلى المجلس التأديبي للحزب. لذلك طريق التعاون والتقدم مقطوعة مع دوري، وسنبقى محافظين على تاريخنا، ولن ندع سمير جعجع


Copyright ©2004-2007 Noumour. All rights reserved.