noumourbanner.jpg

Home | Videos | Our Martyrs | TIGERS | Pr Dany Chamoun | Pr Camile Chamoun | Opinions








Noumour
النمور
لم يخطر في بال الرئيس كميل شمعون عندما أسس «الوطنيون الأحرار» أن قاعدة الحزب ستنخفض من رافعة لأكبر كتلة برلمانية الى قاعدة إذا حسب لها حساب فمن باب «حفظ ماء الوجه». وربما لم يخطر في بال داني شمعون أيضاً عندما سار باقتراح نعيم بردقان، المرافق الأساس لـ«الرئيس الساحر»، بأن يترأس «كتيبة النمور اللبنانية»، أن طلاقاً مارونياً سيكون مصيرها تجاه الرحم الحزبي الذي انبثقت منه. فالكتيبة التي أنشئت في الأساس لحماية الرئيس وقصر السعديات لتنخرط بعدها في حرب 75 كجناح عسكري للحزب، منسلخة اليوم كلياً عن دوري شمعون القيادة الحزبية حالياً والأمين العام للقضايا الحزبية وقتذاك.
«نمور الأحرار» أحد «القدامى» الأربعة المزمعين على إعادة إحياء «الجبهة اللبنانية». ينطلق «نمور الأحرار» من«ضرورة إعادة الإعتبار إلى الوجود المسيحي سياسياً وعملياً في ظل التشرذم الذي يشوب صفوفه حيث فقدت الثقة بالقيادات المسيحية الأمر الذي يستدعي إنعاش الجبهة اللبنانية والهاجس الأول متمثل بمخطط التوطين والمؤامرة على المسيحيين». من كانوا إلى جانب داني شمعون في الكلمة والسلاح حافظوا على صفة «نمور الأحرار» الذين ينظرون اليوم إلى الحزب الذي أسسه كميل شمعون ولا يقوى على التعرف عليه: «كان الحزب يملك أكبر كتلة برلمانية في العام 1972 واليوم أعداد المنتسبين إليه الى انخفاض متواصل». والانتخابات الأخيرة تبيّن أن منطقة المتن الجنوبي «الشمعونية» تاريخياً لم يحصل مرشحها في الانتخابات الأخيرة سوى على 3500 صوت في حين صبّت الأصوات في خانة مرشحي «التيار الوطني الحر». يتحدث «النمور» عن «المؤامرة التي تطل مجدداً برأسها وتهدف إلى تهميش المسيحيين وهي تتجلى خصوصاً في أربعة وثلاثين نائباً تابعين لتيار المستقبل والحزب الاشتراكي وفي المحاولات المستمرة لإيصال رئيس للجمهورية لا قاعدة تمثيلية له».
دوري شمعون لا يعترف بوجود هذه الشريحة في الأصل. وفي حديث سابق إلى «السفير» أكد أنه «لا يعترف إلا بالمنتسبين إلى الحزب كأحرار». أما «النمور» فمن جملة ما يأخذون عليه أنه «انحرف من مهاجم شرس لنهج رفيق الحريري ما بين سنوات 1990 و2005 إلى تابع أول للأخير بعد هذا التاريخ، وقبل هذه «القفزة» كنا نتعامل معه انطلاقاً من أنه الرئيس الشرعي للحزب».
يقول بوب عزام الذي يستبعد نظرية الانتفاضة: «إن انتفاضة في قلب الحزب غير واردة بالنسبة الينا إذ كفانا انتفاضات داخل جسم مسيحي مشرذم، نحن نعمل من أجل إعادة بث الزخم في هذا الجسم ليستعيد دوره، وإذا كان جميع الأطراف يتمسكون بالطائف فهذا الاتفاق يكرس التمثيل المتوازن للطوائف. لماذا إذن يرفض السنة مثلاً الاعتراف بنسبة 80 ٪ حسمت خيارها المسيحي ويتوجهون بالتالي إلى من لا قاعدة تمثيلية له لكي يملوا عليه ما يريدون».
يبدو الهدف راسخاً أمام هؤلاء على ما يصفه عزام وهو من أبرز الوجوه النمورية: «لقد حاربنا السوري والفلسطيني وخلصنا لبنان من المؤامرة الفلسطينية والاحتلال السوري واليوم المجتمع المسيحي في خطر، ومن خاطر بحياته ملتزماً لن يتأخر عن القيام بدوره الذي يفرضه عليه الواجب الوطني».
من «النمور» الذين كانوا من الأقرب إلى داني وأبعدهم اليوم عن دوري نذكر انطوان شمعون «أبو رياض»، جورج أعرج «كوجاك»، نبيل ناصيف، سامي وجوزف شاوول، عبد الله أو بوب عزام، جان عيد، شارل داود «فرانكشتين»، جوزف بارود وغسان نعمه وآخرون قضوا. عندما اغتيل داني شمعون وعائلته بدم بارد وفي عقر داره، انتخب الحزبيون باليد المرفوعة دوري رئيساً للحزب فطلب الصلاحيات الاستثنائية وحصل عليها: «كنا تحت الصدمة وتفاجأنا بطلبه فوافقنا من دون نقاش». إستمرت المقاومة في «خندق واحد» وتواصل النضال «أيدنا العماد عون، لأن من واجبه الوطني أن يرفض الاحتلال، ونحن كـ«نمور أحرار» إشتركنا في «حرب التحرير» لإخراج المحتل ولو وقفت «القوات اللبنانية» حينذاك معنا لما كان تمكن السوريون من الدخول إلى المناطق المسيحية».
«الأحرار على الأرض وعلى الجبهات» أو القدامى ممن لا يسيرون اليوم مع القيادة الحزبية يرون ما قاموا به طوال السنوات الماضية: «نضالنا ومقاومتنا ضد الاحتلال السوري من خلال التظاهرات والتحركات الطالبية التي كنا نقوم بها بالتنسيق الكامل مع دوري شمعون قبل أن ينقلب ضدنا إذ اعتقل من الأحرار فوق 300 شخص في العام ,1995 ونحن من حضّر لزيارة البطريرك الى الشوف وخلقنا الجو المناهض للاحتلال السوري على عكس من تعامل في الماضي مع السوري ويقاوم اليوم في خياله من أجل استقلال لبنان». وفي الخيارات السياسية تجد هذه الفئة نفسها أقرب الى العماد ميشال عون، و«النمور» تحديداً لديهم تجارب سابقة معه مثل معركة تل الزعتر حيث قاتلوا إلى جانب «رعد» الرائد في الجيش اللبناني ميشال عون آنذاك.
عندما فاضت شوارع الضاحية الجنوبية بالناس المحتجين على تناول الأمين العام لـ«حزب الله» في أحد البرامج السياسية الساخرة، قرأ «نمور الأحرار» «تمريرة» من قبل السيد حسن نصر الله في تلقفه للنقمة إذ شدد على «ضرورة أن تحترم كل طائفة خصوصيات الطائفة الأخرى»، معتبرين أن هذا «ينطبق على الأمين العام أيضاً وبالتالي ضرورة احترام الخصوصيات المسيحية. فهذا الكلام كان بمثابة خطوة أولى نحو بدء حوار وطني جدي، ولكن للأسف أي من الأفرقاء لم يتلقفه وما زلنا نتلهى بقصة المحكمة وغيرها».


Copyright ©2004-2007 Noumour. All rights reserved.